2ـ دوافع الاعتذار:
هي كثيرة ومتشعبة أحاول اختصارها بما يفيدنا بنهجنا اليومي :
* على المستوى الفردي:
ــ ضعف عام في الشخصية ، حيث تميل لنرجسية التصرفات المؤدية للاعتذار.
ــ اضمحلال الثقافة ، وهنا يوجد فرق بين الثقافة والمعلومة يقول اللّه تعالى:
" مثل الذين حٌمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا "
يعني الحمار يحمل أسفاراً من الكتب ، لكنه لا يفقه منها شيئاَ ،
يقول ما لا يفقه لذلك تراه يقع في براثن الاعتذار
ــ أرعن لا يعرف كيف وأين يضع الكلم في موضعه ، يتهور هنا وهناك ومتلون الصبغة الثقافية والسلوكية ، يعاني من فراغٍ عقلاني ينزع فيه إلى إثبات نفسه بين الآخرين فيقع في خانات التناقض المؤدي للخطأ وبالتالي الاعتذار.
ــ لا يملك حجة إقناع عن أي فعلً يقوم به أو قولٍ يذلّ به لسانه لأنه في الأصل أجوف العلم ، وأرعن لا يتحكم بكلامه و ينقل النصوص دون أن يفقهها ، وبالتالي عند أية هزّة يتعرض لها تراه فوراً يستسلم ولا يملك إلا الاعتذار مخرجاً من فقدانه لحجة الإقناع.
ــ لا يعرف من إدارة الحوار آدابها من جهلٍ مردّه اجتماعي وسلوكي وانغلاق على الذات ، فيتقاطع حواره مع النقائض المؤدية لاعتذاره.
ــ أحمق والحماقة معرّة كبرى ، فعندما تكون المواجهة يطلب من الآخرين الذي يظن أنهم أصدقاؤه ليكذبوا معه تثبيتاً لكذبه ليكون حقيقة ، فهذه حماقة ، والحماقة الأكبر عندما يضطر للمواجهة، يراوغ ويراوغ حتى يقع ومن خلال الحوار الذي يفتقر للحد الأدنى من ثقافته ، يقع في مصيدة الاعتراف ثم الذهاب للاعتراف .
ــ يميل المعتذر للعمل ضمن نطاق ضيّق بعيداً عن الاحتكاك المباشر ، فهناك العديد ممن يلجئون للمنتديات وليست لهم علاقات عامة إلا عبر النت هذا النوع من الناس يرى أطروحاته ضمن هذا النطاق ، و ياليته ينجح فيقع في تلوثات العلاقات عبر الكلام بعيداً عن الاحتكاك ، وإذا وقع خطأ منه يلجأ للاعتذار ، لأنه بحال الأمر منفذه لنفسه هنا لأنه حالة اجتماعية مغلقة ومنبوذ في وسطه ، ومقول عنه أن النت مسكنه والجنون مآله، لذلك يلجأ هنا للاعتذار خيراَ من أن ينبذ برأيه من كلاهما ، وواقع الأمر أصبح منبوذاً عاماً.
ــ عندما يشعر بالضعف الثقافي الأخلاقي ، يلجأ إلى عبارات التشهير الشخصية وأساليب الجهلة والقيل والقال ، وإطلاق الشاعات هنا وهناك وأيضاً يقع وسيقع ليس للاعتذار وحسب بل إلى أمور أبعد من ذلك.
ــ حب السيطرة والظهور بمظهر العظمة والشطب والإلغاء كلها سمات بنتائجها لأنها صفات النفس الهواوية الظلامية الضعيفة التي تودي بصاحبها من أية بقعة ضوء لرفع راية الاعتذار الآيلة به للسقوط.
* الاعتذار على مستوى الدول:
أمر شائك وأسبابه معقدة ونتائجه واستحقاقاته اليوم شائكة يكلف كثيرا الدول من عبئ تتفاداه بقوة وبشدة وتحرص على أن لا تدخل في براثنه لا على مستوى الدول ولا على مستوى الفرد ، وفي عالمنا اليوم ، كثرت المطالبات من الدول المستعمرة سابقا أو الدول التي ارتكبت نوعاً من الإبادة الجماعية سواء صح منها أم لم يصح ، فإن هذه الدول تدفع بالكثير وبشتى الوسائل الابتعاد عن الاعتذار لأنه مكلف على المستوى المعنوي والمادي * الاعتذار العلني وشيم الكرامة
أصعب شيء الاعتذار العلني الشخصي وهو من نواقض الشهامة والرجولة ، وعن نفسي لا يدفعني للاعتذار العلني والشخصي شيء ولو أدفع به روحي ، لأن ذلك لو حصل يعني نهايتي كإنسان ونهايتي كصاحب مبدأ ونهايتي لمخلوق يحمل ولو ذرة من كرامة أو شهامة
أحترم نفسي وأجلّها فلا أدفعها لوأد الاعتذار ولا لقهر الدفن بحياة، ولو كنت مكان المعتذر أنسحب من موقفي وأعتذر لنفسي وأتوارى عن موقعي
م ن ق و ل
الإثنين 19 فبراير 2024, 11:20 pm من طرف الشادي
» منصة وصفحة مجانية لكل مدرس ومدرب بشبكة اقراء
الثلاثاء 28 سبتمبر 2021, 2:38 pm من طرف sakr75
» صفحتنا على الفيس بوك
الأربعاء 18 أغسطس 2021, 11:38 pm من طرف الشادي
» 3 صور بدقة عالية لمدينة يريم
الإثنين 22 فبراير 2021, 9:30 pm من طرف الشادي
» تراحموا #دثرني #منتدى_شباب_يريم
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020, 8:43 pm من طرف الشادي
» الظفائر الفنان علي مجاهد
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020, 8:01 pm من طرف الشادي
» يمكنكم زيارة صفحة منتدى شباب يريم على الفيس بوك و التويتر
السبت 21 يوليو 2018, 4:19 am من طرف الشادي
» اغبى خمسه اسئله في العالم بس اتحداكم تجابوها
السبت 21 يوليو 2018, 4:04 am من طرف الشادي
» موقع التواصل الإجتماعي عرب جرامز
السبت 21 يوليو 2018, 3:54 am من طرف الشادي