وبركاته
أخوتي إذا وجدت مبلغا من المال في الطريق ماذا نسمع ؟
من الطبيعي سنسمع صوتا في نفسنا يقول :_ ابحث عن صاحب المال ورده إليه وإن لم تجده فذهب وتصدق به ولا تأخد ما ليس لك فيه حق !
فإذا أصغيت إلي هذا الصوت وأستجبت له أحسنت رضا وسرورا وذاق قلبك حلاوة الخير
وإذا أبقيت المال عندك وخالفت هذا الصوت مدعيا ومبدعا أنه رزق آتك من السماء وسيبقا هذا الصوت يؤنبك ويشتد في تأنبك ويعنفك ويبالغ في تعنفك وانت تحاول أن تسكت هذا الصوت فلا يسكت أبدا ومازال يقول :_ كيف تستحل هذا المال وصاحبه ملهوف عليه الأن ؟ ولا تدري ماذا يحدث له ضياعه منه ؟ ولعله دين عليه ؟ ولعله أمانة عنده ؟ وليس له بعد هذا المال ما يفي عليه حقوقه ؟
وهكذا يبقي يزعجك ويقظك هذا الصوت من منامك ولا يدعك تستريح إلا إذا رددت المال إلي صاحبه
إن هذا الصوت وضعه الله في قلوبنا ليدعونا إلي الخير ويزجرنا عن فعل الشر ويلومنا إن أخطأنا لنندم ونتوب عن الإثم وهذا الصوت مايسميه العلماء الضمير أو النفس اللوامة
قال تعالى " لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن "
والضمير في أكثر الأحوال هاد حكيم مرشد لا يضل ومن الخير لنا أن نستمع إلي هذا الصوت ونستجيب إلي هديه ونصغي إلي تأنيبه لأنه يصل بنا إلي الصلاح وبمجتمعنا إلي الخير والفلاح...وفي بعض الأحيان يفسد الضمير وينحرف عن الحق فيستسيغ الشر متأثرا بجهل صاحبه أمور الدين أو بما شاع في عصر من فساد وانحلال كالذي نراه فيمن يميلون إلي الجريمة والمنكر من قتل وسرقة وغيرها من الجرائم الأخرى لذلك كان الضمير الإنساني في حاجة إلي تربية ليكون حكمه صادقا دائمنا فيشع الخير ويقل الشر برقابته المستمرة
ولتربية الضمير وسائل عني بها الإسلام
أكبر عناية :_
1_ صحة العقيدة والإخلاص في العبادة فيؤمن الإنسان بأن في الكون إلها مطلعا
" يعلم خائنة الأعين وما تخطى الصدور "
ويعلم السرائر ويحاسب عليها " وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء "
وهو معنا أينما كنا " ما يكون من نجوى ثلثه إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذالك ولا أكبر إلا هو معهم أين ماكانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم "
وايضا هو يخوفنا من الشيطان الذي يزين لنا الخطايا ويدعونا إلي أن نلجأ إليه لينجينا من شر وسوسته وأعوانه
" قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الواسوس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس "
إننا إذا وعينا ذلك استقرت في قلوبنا خشية الله ومراقبته في السر والعلن فأحسنا أعمالنا طلبا لمرضاته تعالى وخوفا من غضبه وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
2_ طاعة الضمير فيما يدعو إليه من خير ومخالفة النفس الأمارة بالسوء فيما تميل إليه من شر
استجابه لله تعالى " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "
فإننا بطاعة الله المستمرة وعدم مخالفته ننمي الضمير ونقوي سلطانه ونصبح قادرين على حساب أنفسنا فنحملها على فعل الخير ونصرفها عن فعل الشر وإلي ذلك يدعونا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني "
3_فتح باب التوبة أمام التأئبين فالإنسان إذا عرف أن باب التوبة مفتوح أمامه وأن الله يغفر له ذنوبه إذا تاب وندم على مافعل ضميره إلى الخير رجاء مغفرة الله ورحمته
وهكذا نرى أن الإسلام يحرص على تربية الضمير الإنساني ليكون رقيبا لأعماله مهيمنا على سلوكه فيستقيم على الطريق الذي رسمه الله لعباده يسعى في الخير لنفسه وللناس ويكف يده ولسانه عن إيذاء الخلق
الإثنين 19 فبراير 2024, 11:20 pm من طرف الشادي
» منصة وصفحة مجانية لكل مدرس ومدرب بشبكة اقراء
الثلاثاء 28 سبتمبر 2021, 2:38 pm من طرف sakr75
» صفحتنا على الفيس بوك
الأربعاء 18 أغسطس 2021, 11:38 pm من طرف الشادي
» 3 صور بدقة عالية لمدينة يريم
الإثنين 22 فبراير 2021, 9:30 pm من طرف الشادي
» تراحموا #دثرني #منتدى_شباب_يريم
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020, 8:43 pm من طرف الشادي
» الظفائر الفنان علي مجاهد
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020, 8:01 pm من طرف الشادي
» يمكنكم زيارة صفحة منتدى شباب يريم على الفيس بوك و التويتر
السبت 21 يوليو 2018, 4:19 am من طرف الشادي
» اغبى خمسه اسئله في العالم بس اتحداكم تجابوها
السبت 21 يوليو 2018, 4:04 am من طرف الشادي
» موقع التواصل الإجتماعي عرب جرامز
السبت 21 يوليو 2018, 3:54 am من طرف الشادي