هذه الآية من أكثر الآيات التي أثيرت حولها الشبهات في عصرنا الحديث .. والسبب في ذلك الفهم الخاطئ لمعنى الآية ومدلولها .. فمع أن الآية فيها من التشريف والتكريم للمرأة ما ليس موجوداً في غير د...ين الإسلام .. إلا أن البعض يفهمها في سياق أن الإسلام هضم المرأة ولم يعترف بها ككيان مستقل وشخصية مستقلة.
ما معنى كلمة (قوامون)؟ وما هي القوامة؟ وهل الآية فيها تفضيل للرجل على المرأة على الإطلاق؟
كلمة (قوامون) جمع قوام .. والقوام في اللغة العربية تعني القائم بأمر ما ،أي الذي يتعهده ويقوم على رعايته .. قام على الشيء يقوم قياماً: أي حافظ عليه وراعى مصالحه.
يقول الرازي في تفسير الآية : القوام هو الذي يقوم بأمرها و يهتم بحفظها (أي المرأة).
ويقول القرطبي : قوامون أي يقومون بالنفقة عليهن و الذب –الدفاع- عنهن!.
ويقول د. سلمان العودة : والمراد بقوله تعالى (قوامون) أن الرجال متكفلون بأمور النساء معنيون بشؤونهن
إن القوامة في الدين الإسلامي ليس كما يفهمه البعض .. من أنه التسيد والتسلط والتأمر والتملك للطرف الآخر! .. وليست مصادرة رأي المرأة ولا ازدراء شخصيتها .. فالعلاقة الزوجية في الشريعة علاقة مقدسة سامية ليس فيها إلغاء للآخر .. وليست قائمة مصالح دنيوية .. وإنما هي قائمة على المودة والرحمة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه.
ثم لنتأمل قوله تعالى : (بما فضل الله بعضهم على بعض) فمع أن السياق يتحدث عن قوامة الرجل على المرأة .. إلا أن الله سبحانه وتعالى لم يقل : بما فضل الله الرجال على النساء! .. وفي ذلك -والله أعلم- معنيين عظيمين:
المعنى الأول : أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل بمكونات جسدية ونفسية تختلف تمام الاختلاف عن المرأة .. وهذا ما أثبته الطب والعلوم الحديثة .. وفي ذلك ردٌ على كل دعاة المساواة بين الرجل والمرأة في كل مجالات الحياة!! .. فالإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات .. ولكنه أيضاً قرر وجود اختلافات وفروق في الخلق بينهما.
المعنى الثاني : أن الله سبحانه وتعالى كما فضل الرجال على النساء في أمور .. فضل النساء على الرجال في أمور أخرى .. فليس الرجل صاحب الأفضلية المطلقة على المرأة .. بل لكل منهما فضل على الآخر .. وفي ذلك رد على من يفهم القوامة على أنها التسلط والتأمر على الزوجة وحرمانها من أبسط حقوقها المعنوية والمادية تحث ذريعة القوامة.
وهذا ما وضحه الله سبحانه وتعالى في آية أخرى ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم) البقرة 288
فالآية هنا توضح تعادل المرأة والرجل في الحقوق والواجبات .. فللمرأة مثل ما للرجل وعليها ماعليه .. وللرجل عليها (درجة) وهذه الدرجة هي القوامة المذكورة في آية النساء.
والله أعلم
الإثنين 19 فبراير 2024, 11:20 pm من طرف الشادي
» منصة وصفحة مجانية لكل مدرس ومدرب بشبكة اقراء
الثلاثاء 28 سبتمبر 2021, 2:38 pm من طرف sakr75
» صفحتنا على الفيس بوك
الأربعاء 18 أغسطس 2021, 11:38 pm من طرف الشادي
» 3 صور بدقة عالية لمدينة يريم
الإثنين 22 فبراير 2021, 9:30 pm من طرف الشادي
» تراحموا #دثرني #منتدى_شباب_يريم
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020, 8:43 pm من طرف الشادي
» الظفائر الفنان علي مجاهد
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020, 8:01 pm من طرف الشادي
» يمكنكم زيارة صفحة منتدى شباب يريم على الفيس بوك و التويتر
السبت 21 يوليو 2018, 4:19 am من طرف الشادي
» اغبى خمسه اسئله في العالم بس اتحداكم تجابوها
السبت 21 يوليو 2018, 4:04 am من طرف الشادي
» موقع التواصل الإجتماعي عرب جرامز
السبت 21 يوليو 2018, 3:54 am من طرف الشادي